خبراء سعوديون في الذكاء الاصطناعي رواد التكنولوجيا لتعزيز فهم لغة الإشارة
بدمج خبرته في هندسة الحاسوب والذكاء الاصطناعي، طوّر بدر الشريف نظامًا ذكيًا يتعرّف على لغة الإشارة ويترجمها آنيًا. وبينما تُترجم النسخة الحالية إلى الإنجليزية، يُخطط لتكييفها مع جميع اللغات، بدءًا بلغة الإشارة السعودية.
شيكاغو – ألهمت سنوات من التدريس والعمل جنبًا إلى جنب مع مجتمع الصم وضعاف السمع، مهندس الحاسوب السعودي وباحث الذكاء الاصطناعي بدر الشريف، لإيجاد حلٍّ عمليٍّ لمشكلةٍ مُلحّة: حواجز التواصل بين مستخدمي لغة الإشارة وعامة الناس.
بعد أكثر من 16 عامًا من العمل الوثيق مع الأفراد ذوي الإعاقات السمعية، أدرك الشريف التحدي المُتكرر المتمثل في نقص الوعي بلغة الإشارة بين عامة الناس. وأصبحت هذه الرؤية أساسًا لمهمته في تطوير نظامٍ مُدعّم بالذكاء الاصطناعي للتعرف على لغة الإشارة وترجمتها آنيًا. قال الشريف، البالغ من العمر 39 عامًا: “قررتُ التركيز على لغة الإشارة والذكاء الاصطناعي بفضل عملي الوثيق مع الطلاب على مدار السنوات الست عشرة الماضية”. “لقد رأيتُ التحديات التي يواجهونها في التواصل، خاصةً في المواقف التي لا يفهم فيها من حولهم لغة الإشارة. وقد لامس هذا الأمر مشاعري ودفعني إلى الرغبة في المساعدة”.
باستخدام خبرته في هندسة الحاسوب، ابتكر الشريف نظامًا ذكيًا يلتقط إيماءات اليد من خلال كاميرا، ثم يستخدم نماذج التعلم العميق وتتبع اليد للتعرف عليها وترجمتها إلى كلمات مكتوبة. يترجم النظام حاليًا لغة الإشارة إلى الإنجليزية، مما يوفر جسرًا فوريًا بين مجتمعي الصم والسامعين.
وأوضح قائلًا: “يمكن لهذه التقنية أن تساعد في سد فجوة التواصل”. “فهي توفر طريقة فورية وسهلة الفهم لفهم مستخدمي الإشارات في بيئات العالم الحقيقي”.
بناء مجموعة البيانات
لضمان دقة الذكاء الاصطناعي، أنشأ الشريف وفريقه البحثي مجموعة بيانات واسعة النطاق تحتوي على ما يقرب من 130,000 صورة لإيماءات اليد. كل إشارة مُرَابطة بـ 21 نقطة بيانات، مما يسمح للنظام بتحديد الإشارات بدقة وترجمتها إلى الإنجليزية. على الرغم من أن الإصدار الأولي يركز على اللغة الإنجليزية، إلا أن الشريف أكد أن النظام قابل للتطوير والتكيف مع لغات أخرى. هدفه التالي هو إنشاء إصدار مخصص للغة الإشارة السعودية، يليه قدرات متعددة اللغات لخدمة جمهور عالمي.
وقال: “بمجرد أن نحصل على مجموعة بيانات عالية الجودة، يمكننا تطبيق أنظمة التعرف على لغة الإشارة بأي لغة”.
حاليًا، يعمل النظام في اتجاه واحد، حيث يترجم لغة الإشارة إلى نص. ومع ذلك، يهدف الشريف إلى توسيع نطاقه ليصبح أداة اتصال ثنائية الاتجاه، مما يتيح في النهاية ترجمة المدخلات الصوتية أو النصية إلى لغة الإشارة أيضًا.
من مكة المكرمة إلى فلوريدا
حصل الشريف، المولود في مكة المكرمة، على درجة البكالوريوس عام 2008 من الكلية التقنية بالرياض. ثم التحق بالعمل في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وفي عام 2017، حصل على درجة الماجستير في هندسة الحاسوب من معهد فلوريدا للتكنولوجيا.
يدرس حاليًا للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة فلوريدا أتلانتيك، حيث يركز بحثه على التعرف على لغة الإشارة، والذكاء الاصطناعي، ودور التقنيات الناشئة في الرعاية الصحية. كما يعمل مساعدًا تدريسيًا، حيث يُشرف على أكثر من 30 طالبًا في الهندسة في مشاريع تصميم، ويُقدم الدعم الأكاديمي لأكثر من 200 طالب.
وأشار الشريف إلى أن “جميع أبحاثي تتمحور حول استخدام الذكاء الاصطناعي لحل مشاكل العالم الواقعية، وخاصة تلك التي تؤثر على الأشخاص ذوي الإعاقة”.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، لعب دورًا رئيسيًا في العديد من المبادرات التقنية، بما في ذلك افتتاح أول مكتب لشركة سيسكو في المملكة العربية السعودية.