سوبر بوند ألفا: كيف يُجسّر ميتافيرس الثقافات عبر الحدود
مبتكرة مراهقة تستخدم الواقع الافتراضي لتعزيز التبادل الثقافي
الرياض – في الثالثة عشرة من عمرها فقط، تُطلق علياء كونغ، وهي شابة ذات رؤية من هونغ كونغ، مبادرة رائدة تستفيد من تقنية الميتافيرس لتعزيز التواصل الثقافي بين طلاب الصين والمملكة العربية السعودية.
من خلال مشروع سوبر بوند ألفا، يُمكن للطلاب إنشاء شخصيات افتراضية شخصية وبيئات افتراضية لمشاركة ثقافاتهم والاحتفاء بها. تهدف هذه المبادرة إلى توفير منصة للتعلم الغامر والتعاون الدولي، وكسر الحواجز الجغرافية، وتمكين الطلاب من المشاركة في تبادلات ثقافية آنية.
رؤية للتفاهم بين الثقافات
تتصوّر كونغ عالمًا يجتمع فيه الطلاب من خلفيات مختلفة للتعلم والتفاعل في فضاء افتراضي. قالت لصحيفة عرب نيوز: “أريد بناء جسر بين الرياض وهونغ كونغ. تخيّل أن تكون قادرًا على خلق تراثك الثقافي الخاص وتعزيزه باستخدام الحوسبة المكانية، باستخدام الصور والرسائل فقط.”
كجزء من مشروعها، صممت كونغ تجربة غامرة تُعرّف أقرانها في هونغ كونغ بالثقافة السعودية. تتيح هذه المساحة الرقمية للطلاب استكشاف المواقع التاريخية والتقاليد والعادات السعودية دون مغادرة منازلهم. يتأثر إعجابها بالمملكة بشكل كبير بوالدها الروحي، علاء الدين العسكري، القنصل العام السعودي السابق في هونغ كونغ، والذي يعمل الآن مستشارًا فخريًا لبرنامج التبادل الافتراضي سوبر بوند.
من الشغف إلى العمل: يوم فعالية سوبر بوند
بدأت رحلة كونغ في مجال التكنولوجيا والتبادل الثقافي في سن الثامنة عندما شاركت في تأسيس جمعية قوة الأطفال، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بتعزيز التعليم الثقافي والصحة النفسية والإيجابية لدى الأطفال. بدأت المنظمة بمجموعة من 25 طالبًا وطالبة بهدف استخدام التكنولوجيا ورواية القصص لتعزيز التنوع والتفاهم.
وبناءً على هذا الأساس، تخطط كونغ الآن لاستضافة يوم فعالية سوبر بوند، وهو فعالية تفاعلية ستُقام افتراضيًا وحضوريًا في هونغ كونغ والمملكة العربية السعودية. ستتيح هذه الفعالية للطلاب فرصة التعرّف على ثقافات بعضهم البعض عن كثب من خلال الواقع الافتراضي ورواية القصص وورش العمل التفاعلية. وتؤمن كونغ بأن مثل هذه الفعاليات ستعزز تقديرًا أعمق للثقافات العالمية وتعزز الوحدة بين العقول الشابة.
لا يتوقف طموحها عند هذا الحد. فهي تخطط أيضًا لترتيب رحلة طلابية إلى المملكة العربية السعودية، حيث يمكن لأقرانها تجربة التراث الغني للبلاد شخصيًا. وتأمل من خلال هذه المبادرة في تعميق التبادل الثقافي خارج النطاق الرقمي، مما يتيح تفاعلات واقعية تُعزز الصداقات الدولية.
صياغة المستقبل بالتقنيات الناشئة
تؤمن كونغ بأن جيل ألفا لديه القدرة على إعادة تشكيل العالم من خلال التكنولوجيا. وترى أن الميتافيرس أداة لرواية القصص والتعليم والحفاظ على التراث. أوضحت قائلةً: “ستمكننا هذه المنظومة الجديدة، المدعومة بتقنية البلوك تشين، من تسجيل الأصول الرقمية المرتبطة بهوياتنا الرمزية. كما أنها تتيح لنا خلق تجارب افتراضية ذات تأثير حقيقي في العالم الحقيقي”.
تعتقد كونغ أن عالم الميتافيرس ليس مجرد مساحة رقمية، بل هو فرصة للطلاب لتولي ملكية سردياتهم الثقافية وتقديمها بطرق مبتكرة. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، يضمن مشروع سوبربوند ألفا الحفاظ على التحف والقصص الثقافية وتوثيقها للأجيال القادمة.
في يوليو 2024، ستستضيف هي وفريقها مجتمع سوبربوند الافتراضي، وهو حدث عالمي من المتوقع أن يجذب أكثر من 100 مشارك من هونغ كونغ والصين وكندا والمملكة العربية السعودية. سيعرض الحدث كيف يمكن للمنصات الرقمية أن تجمع الناس بطرق هادفة، مما يشجع التعاون العابر للحدود بين القادة الشباب.
إرث العطاء
يتجاوز شغف كونغ بالتأثير الاجتماعي التكنولوجيا. على مدار السنوات الخمس الماضية، نشرت جمعية “كيدز باور” أربعة كتب خيال علمي كتبها 125 طفلاً حول العالم. وقد ساعدت هذه الكتب، المستوحاة من مواضيع التكنولوجيا والخيال والتنوع الثقافي، المؤلفين الشباب على تطوير مهاراتهم الإبداعية مع تعزيز رسائل اجتماعية مهمة.
تم التبرع بعائدات هذه المنشورات لمنظمات خيرية، بما في ذلك مستشفى الأطفال في كولومبيا البريطانية في فانكوفر ومؤسسة “ساويرز أكشن” في هونغ كونغ، مما يُبرز التزام كونغ بتسخير التعليم والتكنولوجيا لخدمة الخير.
من خلال عملها، لا تحتضن كونغ مستقبل التكنولوجيا فحسب، بل تضمن أيضًا أن تكون بمثابة جسر بين الثقافات، مُعززةً التفاهم والوحدة عبر الحدود. بفضل تصميمها ونهجها الاستشرافي، تمهد كونغ الطريق لمستقبل يُمكن فيه للأجيال الشابة التواصل والتعاون، بغض النظر عن موقعها الجغرافي.